المفهوم والمفارقة: إشکالية الديمقراطية في فلسفة جيل دولوز

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد– قسم الفلسفة– کلية الآداب- جامعة الزقازيق

المستخلص

فلسفياً تُجسد الديمقراطية بعض المفارقات بين النظرية والتطبيق. وهي مفارقات لا تخلو من دلالة منطقية وسياسية، لأنَّ السياسة فن الممکن الذي يحقق (على المدى البعيد) ما هو مستحيل. من حيث- أو هکذا يُفترض- إدارة المجتمعات وتحقيق أهدافها ورسم آفاق الخيال العام. ولعلَّ المفارقات عند الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز نوع من السيرورة في أبنية المفاهيم کمفهوم الديمقراطية والسياسة إجمالاً. لذلک يناقشها دولوز في إطار تأصيل فلسفي للمسألة کرغباتٍ قصوى لدى الإنسان. تحاول الدراسة التقاط هذا الخيط توضيحاً وکشفاً وتحليلاً. على أساس أنَّ المفارقات تختبر قدرات الديمقراطية کوسائط معبرة عن فاعليات عامة، يجب أنْ تواکب الحرية وحقوق الإنسان والعدالة والتعددية. فهناک مفارقة المفهوم والماصدق، مفارقة الاسم والمسمى، مفارقة الإرادة والسلطة، مفارقة الحضور والغياب.
في کل مفارقةٍ يوجد جانبان: جانب التأصيل کشفاً لجذور الديمقراطية وجانب الانفتاح مع امکانيات العيش المشترک والالتقاء بالآخر. يرى دولوز أنَّ المسألة ترجع لحيوية الإنسان ککائن راغب مبدع وبإمکانه ترجمة الرغبات في إنتاج التاريخ وأنماط العيش. لأن الرغبة لديه سياسات فاعلة لابتکار ممارسات متنوعة مع دفق الحياة. ليست الرغبة ارتکاساً، إنما تطوراً وعصفاً بکل دجما أو ايديولوجيا سياسية. ولذلک رأى دولوز في الرأسمالية وظيفة أيديولوجية تقمع طاقات الإنسان وتطرحها في إطار توظيف سياسي لصالح الهيمنة السياسية، هي اقتصاد الرغبات المصطنعة والمفتعلة والمقموعة. بينما المفارقات في السياسة قد تصبح أفعالاً مفتوحةً من جنس الرغبة في الاختلاف وممارسة التعددية. هذا هو التحول الدولوزي الذي يرصد ما هو سياسي داخل ما هو فلسفي والعکس. کلُّ مفهوم في دائرة الديمقراطية ضرب من تسييس الرغبة الذي يجب تحريره وابتکاره، لأنَّها توجد بصيغة التغيير للأفضل.

الكلمات الرئيسية