القول الموجز السديد في بيان حکم السعي في المسعى الجديد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مشارک في الجامعة العالمية- کلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الدراسات الإسلامية- شعبة العقيدة والفلسفة- بيروت- لبنان

المستخلص

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالمَروَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيتَ أَوِ اعتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾ فالحج من أعظم الأمور التي بني عليها الإسلام، والسعيُ رکنٌ من أرکان الحجّ في مذهب الشافعي ومالک وأحمد بن حنبل، لا يتمّ الحجّ إلا به ولا يجبر بدم، فلو بقي منه مرةٌ من السعي أو خطوةٌ لم يصحّ حجُّه ولم يتحلّل من إحرامه حتى يأتي بما بقي، وقد ابتلينا في زماننا ببدعة "المسعى الجديد" والتوسعة، فاحتجنا إلى البحث في کتاب الله وسنة نبيه وکتب أهل العلم والفقهاء عن حکم التوسعة وحکم السعي في التوسعة، علمًا أن المسعى من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما قبل التوسعة طرأ عليه تغير وتطور، من إزالة البيوت والحوانيت، وإفراغه من المعوقات وکان ذاک التغيير مستحسنًا لتسهيله العبادة دون تعارضه مع نهج وتعاليم النبي عليه الصلاة والسلام، أما الزيادة في المسعى عرضًا فهي خروج عن مکان السعي الذي عيَّنه الرسول وذکر الفقهاء مقداره بالذرع بل وبالأصابع حتى، وکان الأولى البحث عن حلول هندسية مقبولة في الشرع لتخفيف الزحمة في السعي کجعل مکان السعي طوابق بأنفاق أسفل المسعى أو طوابق فوق الأرض موازية لمکان السعي طولًا دون الخروج عن عرض المسعى، وفي هذا التسهيل مع السلامة.