الوعي الجسماني: دراسة في جماليات الجسد.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب،جامعة القاهرة،الجيزة،مصر

المستخلص

إن المتأمل لطبيعة الجسد يلحظ أنه لا يمکن عدُّه جسدًا مصمتًا، أو أداة للإدراک فحسب؛ وإنما الجسد هو – أيضًا- جهاز معرفي، وأداة للرؤية، والتعبير عن أفکارنا وتحويلها إلى أشياء مجسدة في الواقع. فالجسد هو أسلوب حضورنا وتعبيرنا في العالم. أو بتعبير آخر، هو وعي جسماني ملتحم بالعالم. وأما في الفن، فالجسد بمنزلة تشکيل بصري أو علامة مرئية؛ مادام بإمکانه تجسيد المعنى من خلال لغة الإيماءة، التي تبطن المعاني والدلالات.
تسعى الدراسة إلى تسليط الضوء على تجليات الجسد في الأعمال الفنية ليس بوصفه صورةً فنيةً، يتواصل معها المتلقي فحسب؛ وإنما يمتد ليشمل –کذلک- کونه الوسيط المادي للعمل الفني، مع بيان الکيفية التي تخاطب بها الأعمال الفنية إدراکنا الحسي ومشاعرنا من خلال إيماءات تجسد أفکارًا ومعاني. کما تناقش الدراسة دور الجسد في العملية الإبداعية، مع بيان طبيعة العمل الفني ليس بوصفه إعادة إنتاج لفکرة معطاة سلفًا؛ وإنما المعنى يکون – بخلاف ذلک- متجسدًا في تعبير الفنان الفيزيقي، أي في عمله الفني.
وبذلک فإن هذه الدراسة تحاول الإجابة عن التساؤلات التالية: هل الجسد الحي مجرد موضوع فيزيقي حاضر أمام الوعي، أو هو نفسه وعي جسماني ملتحم بالعالم؟ وإن کان الجسد وعيًا متجسدًا، فهل الإبداع نشاط ذهني روحي يجري على مستوى الخيال، أو تلتحم فيه الرؤية الذهنية برؤية العين واليد؟ وهل الوشم – بدوره- انتهاک للجسد، أو هو أسلوب من أساليب التعبير الإبداعي؟
ومن أجل الإجابة عن تلک الأسئلة السابقة، فإن الدراسة سعت إلى استخدام المنهج التحليلي النقدي، الذي يهدف إلى تحليل المفاهيم والمشکلات المتضمنة في قضية البحث، وقراءة النصوص قراءة نقدية لا تکتفي بعرض الأفکار؛ وإنما تحاول فهمها وتحليلها، ومِن ثَمَّ تقييمها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية