شبه جزيرة سيناء تفردٌ وتميزٌ لا إستثناء

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس في جامعة سيناء

المستخلص

تحتل سيناء موقعاً فريدأ ومميزاً في الحاضنة المصرية، وعلى خارطة القوى الدولية واهتماماتها بفضل ما حبتها الطبيعة من موقع استراتيجي جعلها عنصرا فاعلاً في موازين القوى الإقليمية والدولية، وهي القوى التي سعت إلى قولبة مطامعها في سيناء خاصة ومصر عامة بمحاولات مستمرة ودائمة بصياغة تفرد سيناء وتميزها في صورة إدعاءات تخرج سيناء عن قاعدة الوطن الأم إما بالمطالبة بالسلخ أو الضم، أو بالسعي إلى محاولات العزل، والتشکيک في مصريتها وصولاً إلى السيطرة المباشرة ومساعي الفصل.
وقد سعت هذه الدراسة إلى تفنيد تلک الإدعاءات وبيان زيفها، عبر استشراف أولاً تاريخ سيناء وبأنه جزء لا يتجزء من تاريخ مصر وحاضرها ومستقبلها، وثانياً بإبراز أهمية سيناء وموقعها في الجغرافيا المصرية، وأثر هذه الأهمية في مصالح القوى الإقليمة والدولية، وثالثاً بإبراز جوانب التفرد والتميز لسيناء على قاعدة التنوع في الحاضنة المصرية.
فخصوصية الموقع وعبقرية المکان جعلت من سيناء عقدة وصل وفصل، بين أسيا وإفريقيا، وبين مصر وفضاءها العربي، ولتشکل إطلالاتها معادلة للتماس المباشر مع أهم المحاور الإستراتيجية المتحکمة والحاکمة للمصالح الإقليمية والدولية، والتي ساهمت في جعل سيناء مرکزاً لإهتمامات تلک القوى وتدخلاتها المستمرة.
فلا تنتقص تلک الإدعاءات حول وقوع سيناء في قارة أسيا، ووجود مصر في قارة إفريقيا، من أن سيناء مصرية جزء لا يتجزء من مصر في الجغرافيا والهوية والإنتماء، فطالما کانت مصر أسيوية في التاريخ، مثلما هي إفريقية في الجغرافيا، حيث ينعکس البعد الأسيوي في شخصيتها عبر العنصر السامي کجزء أصيل من 
النسيج المجتمعي المصري، والمؤکد في اللغة المصرية القديمة، وفي النقوش السينائية الهيروغليفية الأصل، منبع الأبجديات من النبطية والقبطية والفينيقية والإغريقية.
فالوجه الأسيوي لسيناء إنما يعکس البعد التاريخي والحضاري لعظمة لمصر، ويزيد إليه أهمية جغرافية في المکانة والموقع والهوية، بين أقرانها من الدول العربية والشرق أوسطية والإفريقية، لتتفرد بامتدادها في أکثر من قارة، وبإطلالات ومراکز حاکمة ومحورية جيوستراتيجية.