"قراءة لرؤية مانيتون السمنودي للثقافة المصرية القديمة"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الفلسفة- کلية الآداب – جامعة القاهرة.

المستخلص

يشغل مفهوم الثنائية بصورة المتعددة أهمية کبرى فى تاريخ الفکر البشرى. فمن ثنائية الجوهر والعرض, الإلهى والإنسانى, الروح والجسد, الخير والشر, الذات والموضوع, وصولا إلى ثنائية الأنا والآخر بدت مرکزية المصطلح راسخة فى اغلب الأنساق الفلسفية على مدى التاريخ الإنسانى. وبينما تبدو اغلب الثنائيات تجسيدا لصراع الأضداد الذى يقوم على الانحياز لطرف دون الآخر, ومن ثم تسييده وفقا لمنطق المفاضلة, فإن الفکر البشرى فى الشرق القديم اعتاد أن يضعنا فى المقابل أمام ثنائيات تکاملية لايستقيم الوجود دون اطرافها, حيث يستحيل إقصاء أو إزاحة طرف من أجل هيمنة الآخر. وإذ يبدو- والحال کذلک- أن منطق الثنائية لاينفصل عن تاريخها, فإنه ينبغى التأمل فى معنى الثنائية وتعدد صورها کما تبدت فى الفکر المصرى القديم لبيان انعکاساتها على المستوى الدينى, والإجتماعى, والسياسى. ولعل جملة القضايا التى عالجها المؤلف ضمن أحداث النص موضوع الدراسة تکشف عن غلبة الثنائية التکاملية التى تؤصل لمفاهيم التناغم والإنسجام وعلى النحو الذى يحقق تضامن واندماج العناصرالمشکلة للمنظومة السائدة آنذاک.