المقاومة الشعبية في بورسعيد 31 أكتوبر – 23 ديسمبر 1956

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر- قسم التاريخ - كلية الآداب - جامعة بورسعيد.

المستخلص

تعرضت بورسعيد منذ 31 أكتوبر 1956 لعدوان غاشم، حيث حشدت إنجلترا وفرنسا إمكانياتهما لغزوها، فتعرضت لغارات جوية عنيفة على مدار خمسة أيام، ثم إنزال جوي تزامن مع قصف بحري، ثم بدأ اقتحام المدينة بصورة شاملة. وإزاء ذلك كان قرار أهالي بورسعيد محسومًا منذ البداية، فلم تكن عند ظن قادة الغزو الذين توقعوا السيطرة على المدينة في 48 ساعة، بل على العكس من ذلك. وبدأت المقاومة بشكل تلقائي مع بداية الغزو وحاول أبناء المدينة صد العدوان بالتعاون مع رجال الجيش، ولما لم تنجح جهودهم ووقع الاحتلال، عزموا على المضي قدما في المقاومة فتكونت لجان وتنظيمات سرية. وجرى دمجها في لجنة باسم جبهة المقاومة الشعبية المتحدة ببورسعيد فضلا عن لجنة الهاتاشاما. وغمرت الجبهة المتحدة والهاتاشاما بورسعيد بمنشورات كان يجري كتابتها بخط اليد، وإلصاقها على الجدران، وتوزيعها على الأهالي. وكانت من صور المقاومة أيضا المقاطعة، فقد امتنع الأهالي عن التعاون مع المعتدين، ولم يؤثر فيهم الوعد أو الوعيد. ولم تكن عبارة (الموت للخونة) مجرد شعار.
واشتدت المقاومة ولم تعد قاصرة على أبناء بورسعيد، حيث تسلل بعض المتطوعين وعناصر من رجال الصاعقة عبر بحيرة المنزلة إلى بورسعيد. وكان مجيئهم نقلة نوعية في عمليات المقاومة. كما لم تكن المقاومة حكرا على أحد، بل شاركت فيها جميع القوى الاجتماعية والسياسية. وحتى انسحاب القوات المعتدية في 23 ديسمبر شهدت بورسعيد عمليات الفدائية أربكت العدو وكبدته خسائر وجعلته تحت ضغط مستمر. وفي كل بيت وفي كل شارع كانت هناك قصة بطولة سطرها أهالي بورسعيد بدمائهم. وقد فزع المعتدون من أساليب المقاومة الشعبية المتنوعة. ولم تُضعف وحشية القوات المعتدية عزيمة الأهالي.

الموضوعات الرئيسية