حركة الردة والمتنبئين في البحرين طبيعتها وموقف الخلافة الراشدة وأهل البحرين منها (11-12هـ/632-633م) قراءة تاريخية جديدة

الردة اصطلاحا هي الكفر بعد الإسلام طوعاً باعتقاد او قول او فعل او شك وهنا النقطة فهي خاصة بالمسلم دون غيره، بدأت حركة الردة في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى بتحريك من أطماع شخصية ورغبة في الملك وبسط السيطرة واستمرت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وكانت هذه الحركة مدعومة بدعم خارجي حاقد ووعود بالتمليك والتنصيب وكذلك مدعومة بجهل بعض المسلمين وانقيادهم خلف النزعة القبلية والعصبية القبلية ولم تكن لها نقطة بداية معينه من الناحية الجغرافية إذ أن المتنبئين كانوا غير واحد في غير مكان ولكلٍ أنصار وتم التصدي لها عسكرياً بتوجيه وتخطيط من الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وتنفيذ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيوشهم. لم تكن للردة طبيعة منظمة اذ أن الارتداد أخذ عدة وجوه قسم ترك الإسلام كله وقسم منع الزكاة وبقي على الصلاة وقسم تبع المتنبئين الذي نسبوا نفسهم إلى الإسلام وهم لا يسلمون وكذلك كان الأمر بالنسبة لإقليم البحرين فقد كان الموقف بشكل مجمل ارتداد بعض أبناء القبائل وانتصارهم للمتنبئين اما انخداعاً واما تعصباً واما من لم يكن مسلماً فلا يمكن وصفه بالارتداد وانما هو متمرد كان للعنصر الساساني الفارسي ومرتزقه الزط والسيابجة تأثير كبير في هذه الحركة يدعم مصالحهم في المنطقة ويغذي حقدهم على المسلمين ولذلك فإنهم لم يترددوا في الخوض في هذا الأمر ومساعدة الناس على الضلال بعد أن آمنوا وكان قائد الفرس هو المكعبر أما قائد المرتدين فكان الحطم شريح بن ضبعية وقد لقي كل منهما مصرعه، الا ان اهل البحرين وسكانها من القبائل العربية قد وقفوا بوجه من ارتد من أبناء المسلمين وبوجه المتمردين وذلك تجلى بوضوح خصوصا قبيلة عبد القيس وبكر بن وائل وبني تميم وغيرهم فجميعهم كان لهم دور حاسم في مراحل التصدي لهذا التمرد والارتداد والتي انطلقت بعد ان ارسل الخليفة أبو بكر الصديق العلاء الحضرمي ولحق به خالد بن الوليد و تمثلت بثلاثة مراحل لكل مرحلة اعمالها وانتهت بانتصار كبير للمسلمين والقضاء على المتمردين والمرتدين وساد الإسلام في ربوع البحرين.