فلسفة البيئة عند المفكر الماليزيّ عثمان بكر في سبيل التنمية المستدامة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الفلسفة الإسلامية بقسم الفلسفة- كلية الآداب- جامعة الإسكندرية- مصر.

10.21608/jwadi.2025.369782.1193

المستخلص

تعد التنمية المستدامة شكلًا من أشكال التنمية، ويطلق عليها أحيانًا اسم التنمية المتواصلة أو التنمية المستمرة، وأهم ما يميزها أن الإنسان هو هدفها وغايتها ووسيلتها، مع تأكيدها وجوب رعاية التوازن بين البيئة بأبعادها المتنوعة، وحرصها على تحقيق كل من تنمية الموارد الطبيعية والبشرية وَفْق استراتيجية محددة؛ ذلك لتلبية احتياجات الحاضر والمستقبل؛ وعليه فالتنمية المستدامة بمنزلة حلقة وصل بين الجيل الحاليّ والجيل القادم، وتضمن استمرارية الحياة الإنسانية؛ فهي أسلوب حياة ونمط معيشة تحكمه مبادئ أخلاقية إنسانية إلى جانب اتصافها بالعقلانية والرشد؛ فحاجتنا إلى التنمية المستدامة ضرورية إذا كنا نطمح إلى مستقبل أفضل للإنسانية، ومن هنا تأتي أهمية دراستنا المفكر الماليزيّ والفيلسوف الإسلاميّ "عثمان بكر" Osman Bakar (ولد عام 1946م- ومازال حيًا)، الذي حاول تطبيق مبادئ الفلسفة الإسلامية في إطار من التخصصات المختلفة، وإليه يُرَد فضل معالجة قضايا متعلقة بالواقع، من أجل تحقيق التنمية؛ فقد حَرَصَ على إيجاد حلول للتدهور البيئيّ، ومواجهة التحديّ البيئيّ غير المسبوق في تاريخ البشرية؛ من أجل الاستدامة البيئية، كما اهتم بتحليل المبادئ الفلسفية الأساسية لوجهات النظر العالمية والتقليدية للعلوم. وقد استخدمت في هذا البحث مناهج عدة، هي: المنهج التاريخيّ، والمنهج التحليليّ، والمنهج النقديّ.
والهدف من هذا البحث هو الكشف عن فلسفة البيئة عند المفكر الماليزيّ عثمان بكر في سبيل التنمية المستدامة، وتدور فلسفته حول الوعيّ البيئيّ بكل عنصر من عناصر الطبيعة، وذلك أمر ضروريّ من أجل الاستدامة البيئية، عن طريق التراث الإسلاميّ الثريّ بجوانبه الروحية والعلمية والفكرية، فقد كان إدراك الوعيّ البيئيّ في الغرب الحديث؛ نتيجة الآثار الناجمة عن التلوث البيئيّ والمخاطر المكلفة الأخرى، أما في الحضارة الإسلامية، فقد كان عن طريق تعاليم دينهم؛ فالوعيّ البيئيّ في الإسلام أمر أساسيّ بالضرورة؛ فقد كان القرآن الكريم حافلًا بالآيات التي تحث على المحافظة على البيئة ورعايتها، ولكن غاب هذا الأمر إلى حد ما عن العقول الإسلامية المعاصرة؛ لخضوعها المستمر لأفكار الغرب، مثل: المادية، والعلمانية، والعالمية، وغيرها؛ ولذلك دعا عثمان بكر إلى الجمع بين المجالات المختلفة من العلوم، ودمج القيم والأخلاق الدينية في نطاق المعرفة الدنيوية؛ لتحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجيّ وحماية البيئة، ولما كانت قضية البيئة توصف بالعالمية؛ فقد أكد عثمان بكر أهمية الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات؛ لمعالجة القضايا البيئية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية