الدعاية الانتخابية لمرشحي المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة دراسة حالة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي عام 2015

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث دکتوراه بقسم الإعلام، کلية الآداب، جامعة حلوان.

المستخلص

أحدثت مواقع التواصل الاجتماعي تطورا کبيرًا في حياة الأفراد على المستوى الشخصي والاجتماعي والسياسي، کما شکلت عالمًا افتراضيًا للأفراد والتجمعات والتنظيمات بمختلفِ أنواعِها،  لإبداء آرائهم ومواقفهم في القضايا والموضوعات التي تتحدث بحرية غير مسبوقــة واستطاعت هذه المواقع أن تمد المواطنين بقنوات جديدة للمشارکة في الأنشطة السياسية،  الأمر الذي يجعل من السياسة شأنًا عامًا يمارسه معظم أفراد الشعب دون أن يکون مقتصرا على فئة دون أخرى،  إذ أنَّ هذه المواقع تشجع الأفراد غير الناشطين أو الفاعلين سياسيا على المشارکة في الفعاليات السياسية،  حيث يمکننا القول بأنها صوتًا سياسيًا للمواطن العادي وغير العادي.
تعتبر التجربة الانتخابية البرلمانية في دولة الإمارات العربية المتحدة حديثة في المجتمع الإماراتي،  وخطوة مهمة نحو تعزيز دور المجلس الوطني الاتحادي في مختلف مجالات العمل الوطني بالدولة ،  وتأتي هذه الدراسة للتعرف على الأدوات المستخدمة في الترويج للحملات الانتخابية ،  ولقد اعتمدت الدراسة على برامج الدعائية لمرشحي المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات للعام 2015،  حيث تم أخذ عينة عمدية من برامج المرشحين،  و تعد الدراسة دراسة وصفية تعتمد على منهج التحليل الکيفي.
لقد تبين للباحث أن أغلب المرشحين في الانتخابات البرلمانية الإماراتية توجهوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي في حملاتهم الدعائية وذلک لکثرة استخدامها بين أفراد مجتمع دولة الإمارات وسرعة انتشارها والتفاعلية وقلة التکلفة،  کما شکلت الدعاية الانتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي نمطا جديدا لم تشهده الدورات السابقة من عام 2006 و2011،  وهذا ما جعل اللجنة الوطنية للانتخابات في الإمارات إلى الترکيز على زيادة الوعي الانتخابي بين المرشحين واستحدثت آلية لمراقبة حملات مرشحي انتخابات المجلس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار متابعة ورصد أوجه إنفاق المرشحين على حملاتهم التي  تندرج ضمن خطط الإعلان عبر الإنترنت کما تم توثيق أنشطة الدعاية الانتخابية، المتعلقة بشبکة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلکترونية.
رکزت معظم البرامج الانتخابية للمرشحين على القضايا العامة،  وهي سمة تشترک بها برامج المرشحين، التي تعبر عن رؤية وتصور شخصي للقضايا العامة،  بعکس البرامج الانتخابية التي تضعها الأحزاب والکتل السياسية التي تعبر عن وجهة نظر سياسية،  فبرامج المرشحين المطروحة لا يمکن أن يطلق عليها برامج انتخابية، بقدر ما تکون آراء شخصية لقضايا وطنية،  وبالتالي لا يمکن أن يشکل مثل هؤلاء المرشحين وعيا سياسيا لدى الناخبين.