هوية المکان في روايتي (عمارة يعقوبيان) لعلاء الاسواني و (لاسکالا) لنور عبدالمجيد دراسة مقارنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس اللغة العربية وآدابها - کلية اللغات والترجمة - جامعة 6 اکتوبر

المستخلص

إذا کان المکان تاريخيا أقدم من الإنسان، فإن الإنسان بوجوده وکينونته في المکان يعيد تشکيله وتحويله إلى أشکال مختلفة حسب احتياجاته الحياتية ووفق ثقافته، ولذا  يعد المکان عنصرا أساسيا في بناء الرواية، ومکونا محوريا في بنية السرد وإن اختلفت طريقة تشکيله وعرضه من روائي لآخر، ومن منهج لآخر، فلا يمکن تصور حکاية بدون مکان، ولا وجود لأحداث خارج حدود المکان بوصفه شبکة من العلاقات والرؤى التي تتعاون مع بعضها لتسديد الفضاء الروائي مما استدعى النقاد وعلماء الجمال العرب للاهتمام به ودراسته، حتى ظهر علم خاص بالمکان هو (علم الطوبولوجيا) الذي يقوم بدراسة خصائص المکان وعلاقته ببقية أجزاء العمل الأدبي، ورغم ذلک ماتزال دراسة المکان نادرة، وإن صدرت مجموعة من الدراسات التأسيسية النظرية، إلا أنها لا تواکب التطور الفني الملحوظ والميل إلى التجديد وغزارة الإنتاج الروائي، خاصة إذا أردنا ربط هذه الدراسات بالهوية في محاولة لتوضيح دور المکان في اظهار هذه الهوية وتحديدها؛ حيث تظهر إشکالية الهوية في السرد الروائي من خلال التفاوت في التصورات التي تتصل بعملية إعادة إنتاجها روائيا، ومن هنا کان هدف الدراسة هذه الدراسة أن تکون خطوة جمالية لمعالجة تجليات هوية المکان في الرواية المعاصرة  من خلال  دراسة تطبيقية مقارنة لروايتي (عمارة يعقوبيان) لعلاء الأسواني (1) و (لاسکالا) لنور عبد المجيد(2)، ولعل من أهم أسباب اختيار هاتين الروايتين:
أولا: اتفاق الروايتين في الإشارة إلى أماکن حقيقية في العنوان (عمارة يعقوبيان) أشهر عمارات وسط القاهرة و(لاسکالا) أشهر مسارح ايطاليا
ثانيا: تاريخ النشر فبينما نشرت (عمارة يعقوبيان) 2003، نشرت رواية (لاسکالا) 2014- رغم ال تقارب النسبي في تاريخ نشرهما إلا أن عشر سنوات قد تشکل رؤية جديدة للمکان وهويته.
ثالثا: ربما يؤثر تصنيف الاديبين من حيث اهتماماتهما فاالأسواني أديب واقعي سياسي، بينما نور عبد المجيد من رواد الأدب النسائي تميل إلى الرومانسية الاجتماعية- على دلالات المکان وأهميته لدى کل منهما.
وستسعى الباحثة في هذا البحث إلى إبراز تجليات هوية المکان في کلا النموذجين، وکيف تجلت تلک الهوية في عمل الروائيين، وکيفية تشکلها وفقا لنظرة کل منهما للمکان وما يؤطره من تصورات وأيديولوجيات.
وقد استفادت الباحثة من الدراسات السابقة سواء ما يتعلق منها بالمکان الروائي، أو ما يتعلق بالأديبين علاء الأسواني ونور عبد المجيد وأعمالهما الروائية؛ وخاصة هذين العملين.
کما اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي التحليلي في عرض ظواهر المکان المغلق والمفتوح ومحاولة اکتشاف رؤية الکاتب لهما، أما المنهج الجمالي فقد وظفته الباحثة في دراسة الأبعاد الاجتماعية للمکان وعلاقتها ببنية الرواية، کجدلية المکان والشخصية وسائر عناصر الرواية وصولا الى الأبعاد الفنية للمکان في الروايتين.
هذا بالإضافة الى الاستفادة من (نظرية الهوية) بوجهيها المتعارف عليهما: "الأول من حيث هي ماهية ثابتة مکتملة ومتحققة في الماضي والحاضر حيث تعني جوهر الشيء وحقيقته الثابتة التي لا تتجدد ولا تتغير.
والثاني من حيث هي تصور دينامي يرى أن الهوية يتم اکتسابها وتعديلها باستمرار، فهي کيان يتطور بغنى تجارب أصحابها ومعاناتهم وانتصاراتهم واحتکاکها سلبا وايجابا مع الهويات الثقافية الأخرى".)3)
وذلک في محاولة للإجابة على التساؤل الرئيسي للبحث: إلى أي مدى أدى المکان الروائي دوره في الروايتين؟ وهل جاء مجرد خلفية للأحداث أم أنه تجاوز ذلک إلى لعب دور أکثر تميزا ليصبح عنصرا فاعلا في تطور الأحداث وبنائها؟ وصولا إلى التعرف على کيفية تأثير هوية المکان على هوية الشخصيات، وکيف يعمل المکان على إنتاج الهوية، وأهم التشکيلات المکانية وأبعادها الواردة في الروايتين، وبناء على ذلک يسير البحث في الخطوات التالية:ــ
- مدخل حول المکان:ـ تعريفه ووظيفته ودلالته.
- دلالة العنوان في الروايتين.
- هوية المکان ودورها في تطوير الأحداث والشخصيات في الروايتين.
- مقارنة التشکيلات والأبعاد المکانية في الروايتين. 
- خاتمة لرصد أهم النتائج حول هوية المکان. 

الموضوعات الرئيسية