دور التصوف في تهذيب النفس الإنسانية عند أبي المواهب الشاذليّ (ابن زغدان)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الفلسفة الإسلامية بقسم الفلسفة- كلية الآداب- جامعة الإسكندرية

المستخلص

التصوف طريقة في السلوك، تهدف إلى تحقيق الكمال الخلقيّ عن طريق تخلية النفس من الرذائل والشرور، وتحليتها بالفضائل والصفات الحميدة؛ فعلى الرغم من الاختلاف بين الصوفية، نجد تصورهم لطريق السلوك إلى الله يبدأ بمجاهدة النفس أخلاقيًا، ثم يتدرج المريد في درجات عدة، تعرف بالأحوال والمقامات؛ حتى تنتهي بالسالك إلى معرفة الله– تعالى-؛ ومن ثم فالتصوف منهج سلوكيّ تربويّ يستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن هنا تأتي أهمية دراستنا للصوفيّ أبي المواهب الشاذليّ التونسيّ الذي يعرف بـ (ابن زغدان) (820هـ- 881هـ)، وهو متصوف سنيّ، ارتبط تصوفه بالجانب السلوكيّ الذي بسط لنا القول في قواعده الأساسية في كتابه (قوانين حكم الإشراق إلى كافة الصوفية بجميع الآفاق)، وهي تعين السالك في طريقه إلى الله، وتنتهي به إلى اكتساب الأخلاق الفاضلة. وقد استخدمت في هذا البحث المنهجين: التحليليّ، والنقديّ.
والهدف من هذا البحث الكشف عن دور التصوف عند أبي المواهب الشاذليّ (ابن زغدان) في تهذيب النفس الإنسانية، عبر محورين رئيسين: الأول- قوانين السلوك الصوفيّ التي يتبعها السالك، وهي بمثابة مراتب أو درجات تمكن المريد من معرفة الله– تعالى-، وتتمثل في: التوحيد، والتوبة، والإخلاص، والصدق، والمراقبة، والمحبة، والزهد، والفقر، والمعرفة، والفناء، والبقاء، والولاية. والمحور الآخر- الغناء أو السماع الصوفيّ وأهميته في شحذ النفوس وتهذيبها؛ للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى؛ إذا يعد أبو المواهب الشاذليّ السماع الصوفيّ وسيلة داعمة للعابد. وعلى الرغم من تعرضه لانتقادات من معاصريه، فإنه بين ما في موقف الإسلام من السماع من السماحة واليسر، وذلك في رسالته: (فرح الأسماع برخص السماع)، واستدل ببعض أقوال الصوفية التي تؤيد رأيه؛ وعليه يمكن وصف موقفه بصدد موضوع السماع الصوفيّ بالاعتدال، والرصانة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية