المعنى في خطبة قس بن ساعدة بين تنوع الأسلوب والجرس الصوتي الموسيقي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد في قسم أصول اللغة / كلية اللغة العربية بشبين الكوم / جامعة الأزهر

المستخلص

قس بن ساعدة الإيادي خطيب العرب وأحد حكمائها الذين دانوا بالحنيفية الإبراهيمية، ضرب به المثل في الفصاحة والبلاغة والبيان وقوة التأثير، وقد تركت خطبته في قومه يدعوهم إلى التوحيد وترك عبادة الأوثان أثرا كبيرا منذ إلقائها في سوق عكاظ إلى يومنا هذا، وتنوع أسلوبه بما يناسب المقام والمخاطبين معا، فجاء خطابه بين الخبر والإنشاء والتقرير والتأكيد والترغيب والترهيب وسرد قصص الغابرين وضرب الأمثلة في قالب دعوي وعظي يغلب عليه الحكمة والنصح والإرشاد، وخاطب عقولهم بالأدلة المادية؛ ليصل إلى هدفه في إقناع السامعين واستمالتهم وهي من واقع ما يشاهدونه من حولهم في الكون، من سماء وأرض وليل ونهار وبحار وأنهار، تحرك فيهم ملكة التفكير وترشدهم إلى الخالق بأسلوب بسيط خال من الأفكار الفلسفية.
وقد بنى قس خطبته على التوازن بين الجمل والتراكيب والعبارات والألفاظ الفصيحة الواضحة ذات المخارج الحسنة والدلالات الحسية المستعملة، والجمل القصيرة البسيطة في تركيبها التي لا يلتبس معناها على السامعين لطولها، معتمدا في ذلك على المحسنات البديعية من جناس وطباق وسجع ومقابلة بين المعاني والألفاظ، وقد جاءت بسيطة سهلة لا تكلف فيها، فأضفت جانبا موسيقيا في الأداء جذب انتباه السامعين وملك عليهم حسهم ووجدانهم، فضلا عما أدته من توضيح المعنى وتقويته.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية