التعليم العربي في الدول الإفريقية غير العربية

الهجرات العربية الى القارة الأفريقية قديمة، حيث كانت العلاقات بين العرب والأفارقة، خاصة التي قام بها العرب بهدف التجارة وكسب العيش، وتلك الهجرات التي أجبروا عليها لأسباب طبيعية تتعلق بظروف الحياة القاسية الطاردة لسكان الجزيرة العربية، أو لأسباب سياسية نتيجة الصراعات السياسية والثورات الداخلية، والعرب بطبيعتهم يحبون التنقل والترحال، والتجارة فترة الامبراطوريات الرومانية والفارسية لجلب الذهب والعاج وريش النعام من افريقيا، منهم من استقر في افريقيا ومنهم من عاد.
والهجرات العربية في عهد الإسلام الى افريقيا بعد بعثة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هاجر كثير من المسلمين الى الحبشة قرارا من اضطهاد قريش لهم، وذلك بناء على توجيه رسولنا الكريم محمد حيث قال: لو خرجتم الى ارض الحبشة فان بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه.
وبدأت القبائل العربية تنحدر من شبه الجزيرة العربية متجهة صوب افريقيا منذ النصف الثاني من القرن الأول الهجري، ولم يتوقف هذا التيار حتى القرن الخامس الهجري تقريبا.
الأمر الذي لا شك فيه أن الصلات العربية الافريقية كانت قائمة لا تنقطع قبل الإسلام، وعندما ظهر الإسلام في القرن السابع الميلادي، أدى ذلك إلى ازدياد وشائج الاتصال العربي الأفريقي.
دخول الإسلام وانتشاره في افريقيا، حتى وصل العرب المسلمون الى جميع دول افريقيا وعملوا على نشر الإسلام وأنشأوا مراكز تجارية، التي صارت مصدر اشعاع ديني وثقافي، اذ تأثر السكان بالتجارة وأصبحوا دعاة الإسلام في مناطقهم دون فتوحات ومعارك، مما أدى الى دخول مجموعات عديدة في الاسلام، وكتب الله للدين الإسلامي الحنيف أن ينتشر انتشارا واسعا وسريعا بفضل جهاد دعاته الصادقين ونضال هداته.
وتأثير اللغة العربية على الإسلام في افريقيا، أن غلب على المسلمين الأوائل في القارة الافريقية في أعمالهم وفي دعوتهم وفي كل تصرفاتهم البعد الصوفي، من زهد في الدنيا ونسك عملا ببعض آيات القرآن، فالزهد في الدنيا عندهم دعوة أساسية تواجه الانسان في كل مكان وزمان، واعتمد هؤلاء في بداية نشر الدعوة على انشاء المساجد والزوايا التي صارت خلايا للذكر والعبادة وفتح المدارس وشراء الرقيق وتعليمهم مبادئ الدين الإسلامي ثم عتقهم وارسالهم كدعاة لنشر الدعوة في مناطق مختلفة، ومن الطرق الصوفية التي كان لها الأثر الكبير في نشر الدعوة، الطريقة القادرية والتيجانية والسنوسية.